ملك الفستق والصندوق الأسود ألقاب أطلقت على الرئيس الإيراني الأسبق آية الله أكبر هاشمى رفسنجانى الذي أعلنت السلطات الإيرانية، وفاته مساء اليوم الأحد، إثر جلطة قلبية تعرض لها عن عمر يناهز 83 عاما.
وفي السطور التالية نبذة عن رفسنجاني الذي ولد في25 أغسطس 1934، فى قرية بهرمان وهى من ضواحى مدينة رفسنجان بمحافظة كرمان جنوب شرقى إيران، وسط عائلة ثرية، حيث كان والده ميرزا على الهاشمى يزرع الفستق ويتاجر فيه، سماه والده أكبر، واشتهر فى ما بعد بـ “على أكبر”.
ويسميه البعض بملك الفستق فى إيران بسبب البساتين الكبيرة التى يمتلكها، كما يطلق عليه أيضا الصندوق الأسود الإيرانى، فبعد تولى أحمدى نجاد الحكم اشتد الصراع بين “رفسنجاني” و”خامنئي” وأصبح ينتقد بشدة سياسة النظام الداخلية، وأحد الداعمين للرئيس الحالى “روحاني” فى الانتخابات الرئاسية.
وفى عهد الشاه، كانت لرفسنجانى نشاطات سياسية معارضة، بدأ نشاطه السياسى بشكل جاد منذ 1961، وقد سار على نهج استاذه الإمام الخمينى وأصبح أحد أنصاره المقربين، ثم تولى إدارة القوى المؤيدة للخمينى فى إيران.
واعتقل “رفسنجاني” من قبل منظمة المخابرات والأمن القومى “سافاك” بسبب نشاطه السياسى 7 مرات وقضى خلالها 4 سنوات و 5 أشهر فى السجن.

تولى منصب رئيس البرلمان بين عامى 1980 و1989، وفى آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التى انتهت عام 1988، عينه آية الله الخمينى قائما بأعمال قائد القوات المسلحة.
وكان رفسنجانى مساعدا قريبا من الأمام الخمينى مؤسس جمهورية إيران الإسلامية فى 1979، وترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام المكلف بالإشراف على نشاط المرشد الأعلى أية الله على خامنئى وحسم الخلافات التى تنشأ بين مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور.
لكن نفوذه فى مؤسسات النظام تراجع فى الأعوام الاخيرة، ورفض مجلس صيانة الدستور فى 2013 ترشحه للانتخابات الرئاسية بسبب تقدمه فى السن.
لكن الرئيس الحالى حسن روحانى فاز فى الانتخابات فى يونيو 2013 بفضل دعمه ودعم الرئيس الإصلاحى الأسبق محمد خاتمي.
وفى فبراير 2016، حقق رفسنجانى فوزا رمزيا فى مواجهة المحافظين الذى حاولوا عزله سياسيا عبر انتخابه عضوا فى مجلس الخبراء المكلف تعيين المرشد الأعلى والمخول إقالته إذا اقتضت الضرورة.
وينظر لرفسنجانى على أنه كان القوة المحركة التى أدت إلى قبول إيران لقرار مجلس الأمن الدولى الذى أنهى ثمانية أعوام من الحرب مع العراق، وسعى أثناء توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية، إلى تشجيع التقارب مع الغرب وإعادة فرض إيران كقوة إقليمية. كما ساعد نفوذه فى لبنان على إطلاق سراح رهائن أجانب كانوا محتجزين هناك فى أوائل التسعينيات.
أما محليا، فقد سعى إلى تحويل إيران من دولة تسيطر على الاقتصاد كما كان حالها فى سنوات الحرب إلى دولة ذات نظام مبنى على السوق. يقول منتقدوه إن هذه السياسة فشلت فى تحقيق عدالة اجتماعية. لكنه عارض فرض القوانين الإسلامية المتشددة وشجع على تحسين فرص عمل النساء. تعرض رفسنجانى لاتهامات متكررة بأنه جمع ثروة طائلة بفضل علاقاته السياسية، وهى المزاعم التى نفاها على الدوام. بعد الحرب فى العراق، أدان “مخططات” الولايات المتحدة فى المنطقة.